كان الدوار يطوح برأسها الصغير فوق حصانها المثخن بجراحه المحمل بفيض أوجاعه ، وكان الليل بنعاسه يفعل مفعوله بجفنيها
ولم تدرك الجميلة كم استمرت هذه المعركة الدامية ، ولكنها استيقظت على يدين ضخمة تنتشلها من فوق الثلوج الباردة بهدوء وتحتضنها بقوة ، إنها يدا الوحش الضخمة بذلك الشعر الكثيف الأجعد الذي يكسوهما .. واسلمت الجميلة جسدها للوحش دون مقاومة فيما ضمها هو بين ذراعيه ليغوص رأسها الجميل بشعر صدره الأجعد ، وتغط بنوم عميق تحت عباءته الزرقاء ..
ونامت الجميلة على هدهدات خطى الوحش السائر تحت الثلج النادف فيما كان خفقان قلبه ولهاثه المتسارع يحملان لمسمعها صوت الأمان ويطمئناها بأنها هنا تحت عباءته وبين طيات صدره بمأمن من وحوش العالم بأجمعه !
وجدَّ الوحشُ الطريقَ تحت الثلج العاصف ، مخلفاً من ورائه خطوطاً رفيعة من الدم القاني تبرق فوق الثلج الأبيض ..
وجسده المنهك من المعركة يتأرجح بإصرار على ألا يسقط حتى يبلغ قصره المسحور ومعه جميلته النـائمـة على صدره ....
وفي صباح اليوم التالي ، استيقظت الجميلة على الضوء المتسلل من نافذة حجرتها .. لقد نامت نوم عميق ولم تشعر بما حدث من حولها .. إنها ممتنة للوحش هذا، الذي انتشلها من بين أنياب الموت .. ولكن أين هو؟ إنها لم تسمع خطاها التي يئن سلم القصر الخشبي من ثقلها ؟ .. ترى أين هو ؟ ألا يزال نائم؟
وقفزت من سريرها مسرعة قاصدة باب حجرته المغلق ...
كان الباب مغلق وأصدقائها "الساعة ، الأبريق، الشمعدان" يقفون أمام الباب والقلق يجللهم .. إنهم لم يشاهدوا الوحش منذ البارحة حين عاد للقصر ، ليضعها بسريرها ثم يتجه لحجرته بخطى متأرجحة وجسده يقطر دماً..
وقرعت الجميلة الباب .. وانتظرت صوته الهادر أن يأذن لها بالدخول أو يأمرها بالإنصراف ، ولكنها لم تسمع صوته ..!
أيعقل بأنه نائم إلى الآن؟ .. وعاودت الطرق مرة أخرى ، وأيضاً لم تتلق إجابة منه !.. حينها قررت أن تغامر وتقتحم حجرته وليكن ما يكون !
وفتحت الجميلة الباب بحذر جائلة ببصرها بقلق في ارجاء حجرته الواسعة لتقع عيناها على سرير ضخم تكوم فوقه جسد الوحش الضخم وهو يئن بصوت مكتوم !
واقتربت الجميلة من سرير الوحش بخطى قلقة .. و فزعت قائلة :
- يا إلهي .. أنت تنزف دماً !
ومست براحتها كتفه الضخم ، إنه ساخن لقد أصابته الحمى !
وحين استدارت من الجهة الأخرى لتمس جبينه وتعاين جراحه
صرخ الوحش بصوت متوجع : إياكِ أن تقتربي مني ، أخرجي من هنا ..
ولكن الجميلة رفضت الخروج وأصرت على البقاء ورددت بصوت مرتفع : لا لن أخرج وسأرى ماذا أصابك فقد تحتاج لطبيب
واستدارت الجميلة لتواجه الوحش وجهاً لوجه فيما أغمض هو عينيه متألماً لا من جراحه ولكن لأنها سترى قباحته وبشاعته المنفرة وستكرهه أكثر
فجأةً زال السحر من على الوحش ومن في القلعه وعاد الوحش كما كان شاب جميل وذو اخلاق حسنه وعاد من في القعله الى اصلهم ..
وعاش الجميع في سعاده عارمه وتزوج الوحش من الجميله.